البحر الابيض المتوسط: مفترق طرق لتهريب المخدرات

كتب : نذير عزوز / تونس - المساء / 31/05/2025 مجتمع

تحوّل البحر الأبيض المتوسط خلال السنوات الأخيرة إلى مسرح رئيسي لعمليات تهريب المخدرات، خاصة الكوكايين والحشيش، ما يجعله مفترق طرق استراتيجي بين أمريكا اللاتينية، إفريقيا، وأوروبا.

وتستغل شبكات التهريب الامتداد الجغرافي المعقّد للمنطقة، وتعدد الموانئ، وصعوبة المراقبة البحرية لتمرير كميات ضخمة من المخدرات. في المقابل، يشهد البحر الأبيض المتوسط عدة عمليات ناجحة لإحباط تهريب كميات كبيرة من الكوكايين، ومن أبرز العمليات ضبط 5 أطنان من الكوكايين يوم 27 ماي 2025 في البحر الأبيض المتوسط حيث أعلنت البحرية الفرنسية عن مصادرة الكوكايين في عملية نوعية ضمن جهود مكافحة تهريب المخدرات في المياه الدولية. وقدرت قيمة الشحنة المضبوطة بحوالي 70 مليون يورو. هذه العملية تمت بالتعاون مع شركاء دوليين، مما يعكس أهمية التنسيق الدولي في مواجهة شبكات التهريب المتطورة. وكان يوم 6 ماي 2025 حافل بنجاحات الشرطة، حيث تم إحباط كذلك تهريب أكثر من نصف طن من مادة الكوكايين في ميناء طنجة المغربية. هذه الشحنة كانت مخبأة بإحكام داخل حاوية محملة بالفحم قادمة من بنما ومتجهة إلى بلجيكا، مما يشير إلى تعقيد أساليب التهريب المستخدمة. وتشير هذه العمليات إلى تصاعد محاولات تهريب الكوكايين إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، مما يعكس التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجهها السلطات في مكافحة تهريب المخدرات على نطاق واسع. وتُظهر أيضا تصاعدًا في محاولات تهريب الكوكايين إلى أوروبا عبر استغلال الموانئ الفرنسية والمغربية.

وشهدت تونس أيضا عدة عمليات أمنية ناجحة في مكافحة تهريب المخدرات، خاصةً الكوكايين ومنها إحباط تهريب 21 كيلوغرامًا من الكوكايين عبر الحدود الليبية-التونسية في أفريل 2025، حيث تمكن مكتب التحريات وازن التابع لجهاز مكافحة المخدرات من إحباط محاولة تهريب حوالي 21 كيلوغرامًا من الكوكايين عبر الحدود الليبية-التونسية. وتمت العملية بعد ورود معلومات دقيقة عن تشكيل عصابي يستخدم الدواب (البغال) لتهريب المخدرات في المناطق الحدودية الوعرة. وتم ضبط أحد المشتبه بهم من الجنسية الليبية، ولا تزال التحريات جارية بشأن مشتبه به تونسي يُعتقد أنه جزء من التشكيل العصابي المسؤول عن العملية. كما نطقت المحكمة التونسية حكما بالسجن 21 سنة في حق أجنبية تورطت في تهريب الكوكايين عبر ميناء حلق الوادي وكشفت التحقيقات أنها تنتمي إلى شبكة دولية منظمة وقامت بعدة عمليات سابقة لتهريب المخدرات. كما تم إحباط تهريب 2.5 كيلوغرام من الماريخوانا بمطار تونس قرطاج في ماي 2025، التي كانت بحوزة مسافر أجنبي الذي كان يخفيها داخل أكياس موجودة في أمتعته. وفي ماي 2024 تفككت شبكة دولية لتهريب المخدرات تضم جنسيات محلية ومغاربية، وقد أعلنت السلطات التونسية عن تفكيك شبكة تضم أشخاصًا من جنسيات تونسية ومغاربية، تنشط بين إيطاليا وفرنسا وتونس. فتم القبض على 9 من عناصرها. وتُظهر هذه العمليات تصاعدًا في محاولات تهريب المخدرات إلى تونس، مما يعكس التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجهها السلطات التونسية في مكافحة تهريب المخدرات على نطاق واسع.