في تطور مثير للقلق عقب الضربات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، أثارت شبكة CNN جدلًا واسعًا بتقرير يفيد بأن العمليات العسكرية لم تؤدِّ إلى شلّ البرنامج النووي الإيراني، بل إن منشآت مثل فوردو وناتانز لا تزال تمتلك قدرة تشغيلية محدودة، رغم الأضرار المادية.
ولم يتأخر رد البيت الأبيض، حيث نفى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي رواية شبكة CNN، مؤكدًا أن الضربات حققت أهدافها، وألحقت أضرارًا بالغة بالبنية التحتية النووية الإيرانية، ما عطّل عملية التخصيب لفترة طويلة. كما وصف التقارير الإعلامية بأنها مبكرة وغير دقيقة، مؤكدًا أن تقييم الأضرار لا يزال جاريًا. لكن ما زاد من غموض الموقف هو تسريب معلومات من دوائر استخباراتية تفيد باندثار كميات من المواد النووية كانت مخزّنة داخل منشآت تحت الأرض، أبرزها فوردو. ورجّحت المصادر أن إيران ربما نقلت المواد الحساسة إلى مواقع سرية غير خاضعة للرقابة الدولية، تحسّبًا لأي هجوم. وفي هذا السياق، أكدت مصادر دبلوماسية في فيينا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تستعد لإرسال بعثة طارئة للتحقيق في مصير هذه المواد، وسط مخاوف من استخدامها في مسارات خارج السيطرة أو في برامج تخصيب بديلة. وفي ظل غياب رواية شفافة من طهران، واشتداد المواجهة العسكرية، يبقى السؤال مفتوحًا: أين ذهبت المادة النووية؟ وهل العالم أمام تصعيد نووي خفي أخطر من الحرب العلنية؟
ولا توجد حتى الآن، أرقاما رسمية معلنة بشأن الكميات الدقيقة من المواد النووية التي اختفت بعد الضربات الأمريكية. لكن وفقًا لتسريبات استخباراتية تداولتها وسائل إعلام غربية يقدّر أن نحو 100 إلى 150 كلغ من اليورانيوم منخفض التخصيب كانت مخزّنة في منشأة فوردو بالإضافة إلى كميات أصغر من اليورانيوم بنسبة تخصيب أعلى (ربما تصل إلى 60%)، وهو ما يقترب تقنيًا من مستوى تصنيع قنبلة نووية. لكن بعض التقديرات تتحدث عن نقل ممنهج جرى قبل الضربات، وقد تكون المواد أُخفيت في مواقع غير مُعلنة داخل إيران أو نُقلت إلى منشآت غير خاضعة للرقابة الدولية. هذه المعطيات ما زالت غير مؤكدة دوليًا، بانتظار تقارير مفصلة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تستعد لإجراء تفتيش عاجل للتحقق من مصير المواد المختفية.