تعيش مناطق جنوب فرنسا منذ بداية شهر جويلية 2025 على وقع موجة حرائق ضخمة أتت على آلاف الهكتارات من الغابات، خاصة في مناطق بروفانس والألب البحرية وجبال الكورسيكا وناربون.
وأعلنت السلطات الفرنسية حالة الطوارئ في عدة مناطق، مع إجلاء مئات السكان والسياح كإجراء وقائي، في حين تم تسخير طائرات الإطفاء والمروحيات لاحتواء ألسنة اللهب. الحرائق، التي تغذيها درجات حرارة تجاوزت 44 درجة مئوية ورياح قوية، أدت إلى خسائر بيئية جسيمة ونفوق عدد كبير من الحيوانات البرية، كما عطّلت حركة المرور والقطارات بين عدة مدن. الرئاسة الفرنسية أكدت أن مكافحة الحرائق أولوية وطنية، وأرسلت تعزيزات من الجيش والدرك لدعم فرق الحماية المدنية. في الأثناء، حذر خبراء البيئة من أن هذه الحرائق تعكس آثار تغير المناخ المتسارعة في حوض المتوسط، حيث أصبحت موجات الحر أكثر تكرارًا وحدة. كما حذرت بتجنب التدخين في الغابات واستعمال المادات سريعة الالتهاب لأن معظم الحرائق تنطلق عادة بتدخل بشري. بوامتدت حرائق جنوب فرنسا إلى محيط مدينة مرسيليا، حيث اندلع حريق كبير في المناطق الغابية القريبة من شمال المدينة في مساحة تفوق 700 هكتارا، ما أدى إلى تصاعد كثيف للدخان وإجلاء سكان بعض الأحياء المجاورة كإجراء احترازي.
ولقد سارعت فرق الحماية المدنية للتدخل بعدد 800 عون بدعم من الطائرات الكاسحة وفرق الإنقاذ البرية، في حين أغلقت بعض الطرق المؤدية إلى المدينة جزئيًا لتسهيل عمليات الإطفاء. كما دعا عمدة مرسيليا السكان إلى تجنّب التنقل غير الضروري والبقاء في منازلهم، مشيرًا إلى أن الوضع خطير لكنه تحت السيطرة الجزئية، بينما تتواصل الجهود لمحاصرة ألسنة اللهب قبل اقترابها من التجمعات السكنية. وتُعد مرسيليا من أكثر المدن تعرضًا لمخاطر الحرائق في فصول الصيف، خاصة في ظل الجفاف الحاد وارتفاع درجات الحرارة، مما يجعلها في صلب خطط الطوارئ الوطنية الفرنسية. ولم تعلن السلطات الفرنسية عن سقوط ضحايا جراء هذه الحرائق لكن أعلنت عن عشرة حالات مصابة بجروح طفيفة في صفوف رجال الإطفاء و110 في صفوف المتساكنين.