بعد الحرائق الغير عادية التي ضربت اليونان خلال الصيف ودمرت أكثر من 160 ألف هكتار من الغابات، يصيب ليبيا إعصار متوسطي شبيه إستوائي على مستوى مدينة بن غازي.
المنخفض الذي يُسمّى دانيال ويحمل معه أمطارا غزيرة إقترب منذ الاسبوع الفارط من الساحل الليبي. و إقتربت معه التراكمات منذ يوم الاثنين 11 سبتمبر 2023، حيث تسجلت 1000 ملم أمطار في أقل من 48 ساعة، وهو ما يمثل كمية توازي سنة من الأمطار. وكانت الفيضانات الناجمة عن هذه الأمطار الغزيرة التي ضربت شرق ليبيا، أودت بحياة على ما لا يقل عن 150 شخصا. ولقد قال مصدر رسمي أن الفيضانات الناجمة عن العاصفة دانييل أصابت درنة ومنطقة الجبل الأخضر وضواحي المرج شرقي ليبيا. وهي فيضانات كبيرة في عدة مناطق مع عواصف كبرى، اندلعت بعد تطور بشكل شديد وببطء التقلبات المناخية، خلال الأسبوع الفارط، وواصلت طريقها نحو الساحل الليبي حيث واجهها مياهًا دافئة بشكل خاص. وتتميز هذه العاصفة بخصائص تعادل الأعاصير المدارية مع توليد رياح عنيفة للغاية وأمواج وفيضانات قوية للغاية.
ولقد سبق أن شهدت فرنسا مثل هذه الظاهرة في الماضي، كما ضرب في نهاية أكتوبر 2021، جزيرة صقلية بينما تعرضت اليونان قبل عام لعاصفة إيانوس، أسفر عن مقتل 4 أشخاص. وتتكون هذه التقلبات المناخية بتغيّر المناخ، وتدعمها ظاهرة الاحتباس الحراري، وتكون خصائصها مختلفة حسب مناطق العالم، و في البحر الأبيض المتوسط، فإن درجات حرارة المياه البحرية المكوّن الرئيسي، حيث ترتفع درجاته بشكل متزايد في الصيف وأيضًا في بداية الخريف. وبالتالي فإن الظروف تكون أكثر ملاءمة، سنة بعد سنة، لتكوين هذا النوع من الأعاصير، لأن حوض البحر الأبيض المتوسط يعدّ اليوم من إحدى مناطق العالم الأكثر تضرراً جراء ظاهرة الاحتباس الحراري، ولأن مناخه يتحوّل، بين فترات جفاف طويلة إلى حرائق غابات الأكثر عدداً والأكثر كثافة.