بعد مرور ثمانين عامًا من الإنزال على شواطئ نورماندي، أصبح سن معظم الناجين اليوم أكثر من مائة عام، ورغم سنهم، أصروا على قضاء رحلة جوية طويلة للإحتفال بذكرى هبوط يوم 6 جوان 1944.
وتتراوح أعمار المارينز الناجين من عملية الهبوط على شواطئ نورماندي، بين 96 و107 أعوام، تحولوا إلى فرنسا بعد ثماني ساعات على متن الطائرات من ولاية تكساس الأمريكية، للاحتفال بالذكرى الثمانين لعمليات الهبوط في نورماندي. ويشرح أحدهم على قناة TF1: أنه يريد أن يعرّف، للجيل الشبابي، بما فعله، لأنه قُتل 7 آلاف من رفاقه في ذلك اليوم، وأصيب 20 ألف بالرصاص، وتم وضع البعض منهم في قوارب ورميهم في البحر. ويضيف أن في ذلك اليوم، لم يدرك إنها الحرب إلا عندما تكررت طلقات الرصاص الألماني في وجهه. وفي عمر ناهز 99 عامًا، وربما للمرة الأخيرة، يروي ما عاشه في سنة 1944، عندما كان عمره 19 سنة. ومن جهتها، وعندما كانت في السابعة عشرة من عمرها، عاشت ماري سكوت لحظة القتال أيضًا، عندما عملت كمشغلة راديو في البحرية الملكية البريطانية، واكتشفت الحرب من خلال أصوات الهبوط، وتقول أن ما سمعته كان إطلاق نار مستمر، ورجال يصرخون بالأوامر، وكانت الحرب ضروسا.
وللتذكير، فإن يوم الثلاثاء 6 جوان 1944، عبر آلاف الجنود بحر المانش لغزو الأراضي الفرنسية المستعمرة. وإنطلقت معركة نورماندي. وتعززت بإنزالات المظليين الأمريكيين والبريطانيين خلف الخط القتالي من أجل السيطرة على الطرقات، ولتعطيل وصول معدات الجيش الألماني. وفي الأثناء، عبرت المانش أكثر من 5 آلاف سفينة تحمل قوات ومعدات عسكرية ضخمة. وإقتحم الحلفاء الشواطئ الخمسة التي تحمل أسماء رمزية: يوتا، أوماها، جولد، جونو، وسورد. وكان عنصر المفاجأة مهم، لم يتوقعه الألمان، إذ اعتقد الألمان أن الهبوط الحقيقي سيحدث في منطقة با دو كاليه، وتركوا 150 ألف رجل وراءهم. ونفذ الحلفاء مشروعهم من خلال جسر قوي يسمح بإنزال الأفواج والمعدات على الشواطئ. وبفضل المفاجأة، أرسلوا الألمان فرقهم العسكرية للتعزير فبدأت هزيمة ألمانيا، وفُتح الطريق لتحرير فرنسا مع دخول جيوش التحالف إلى باريس في أوت 1944. وللاحتفال بذكرى يوم الهبوط الثمانون، بايدن وماكرون ومجموعة من الشخصيات السياسية الأوروبية سيجتمعون في نورماندي يوم 6 جوان القادم.