يواجه طلبة السوربون عنف البوليس الفرنسي رغم أنه معتصم سلميا داخل قاعات الجامعة ورافعا شعارات لمناصرة القضية الفلسطينية.
ولقد تدخلت الشرطة الفرنسية لتخلى المكان واتجهت نحو المدارج أين يتجمع فيه الطلاب وأخرجت مجموعة من الطلاب. وبحسب المصادر فإن مئات من الشباب الطلابي محاصرون داخل المبنى لكن عدد منهم تم اقتياده نحو مركز الشرطة. ويأتي هذا التحرك البوليسي في الجامعات الفرنسية في خضم ما تشهده كذلك أعرق الجامعات الأميركية من صحوة فكرية وثورة شبابية متمثلة في حراك طلابي لا مثيل له في العالم الغربي. ولقد تسارع وانتشر بفضل ما ينشره الوعي العربي من معلومات تخص الوضع الحقيقي في غزة الذي اجتاز الحدود العربية وانتشر في العالم الغربي بسرعة كبيرة. وتنبثق هذه المظاهرات الطلابية عن تفكير غربي جديد ومن الروايات المروجة التي لا تعكس الحقيقة لأنها تأتي من وجهة واحدة مع غياب واضح للروايات المعاكسة التي يبثها الوعي العربي من خلال منصات التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام العربية.
وقد مسّت الموجات الطلابية أمريكا من شمالها إلى جنوبها وعلى كل عرضها وسجل أكبر احتجاج في جامعة كولومبيا أين اندلعت مشادات عنيفة بين الطلاب والبوليس ولم تتوقّف إلى حد الآن. ورغم العنف الذي يواجهه الطلاب لثنيهم عن التظاهر من أجل غزة والتنديد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن الاحتجاجات زادت قوة وانتشرت في بريطانيا وآسيا واستراليا كذلك. وانتشرت الاحتجاجات كالجائحة لتكون القضية الفلسطينية من اهتمام العالم وأول خبر في نشرات الأخبار. والمفاجئ في هذه الاحتجاجات أنها ضربت الجامعات البريطانية التي تخرّج منها رؤساء ووزراء وساسة وقادة وصنّاع رأي على غرار الجامعات الأميركية، أكسفورد وكامبريدج.