يبقى شغف العلماء والباحثين الذين تمكنوا من وضع أصابعهم على نبض التقنيات الجديدة بالتنبؤ بنجاح على تطورات الأجهزة والتكنولوجيا والعلاج وتحسين الرعاية الصحية في تقديم رعاية فائقة مبتكرة لمرضى القلب.
ويتحدث الدكتور حسان شمسي باشا، وهو استشاري في أمراض القلب ومؤلف ل 67 كتاباً باللغتين العربية والإنجليزية، ومنها كتاب (Contemporary Bioethics Islamic perspective) وتم تحميله لأكثر من 400 ألف مرة، عما إستجد وطرأ في طب القلب، سواء في أقدم عقاقيره - الأسبرين أو أحدثها وهو دواء olpasiran الذي يخفّض بأمان تركيزات البروتين الدهني بنسبة تصل إلى 100 في المائة - والحقنة النصف سنوية Inclisiran - تخفّض الكولسترول الضار الأسبرين والقلب- وفي خصوص استخدام الأسبرين في الوقاية الأولية من أمراض القلب. ولقد انضمّت فرقة العمل بالخدمات الوقائية بالولايات المتحدة مؤخرا إلى مجموعة المنظمات الصحية في استنتاج يحجر تناول الأسبرين عند المسنّين الغير مصابين بأمراض القلب. أما عند المصابين بمرض شرايين القلب الذين أُجري لهم تركيب دعامات في شرايين القلب، أو أُجريت لهم عملية وصل شرايين القلب، فهؤلاء يقدمون لهم الأسبرين بمقدار 81 أو 100 ملغرامات مدى الحياة. وفي كثير من المستشفيات، يتم إرسال المرضى الذين يعانون من اعتلال في عضلة القلب لإجراء قسطرة الشرايين التاجية، والغرض من ذلك هو تشخيص وجود مرض في الشرايين التاجية، وربما لأن إعادة التغذية الدموية للقلب يمكن أن تُحسّن وظيفة عضلة القلب.
لكن نتائج دراسة REVIVED - BCIS2، التي نُشرت سنة 2022، ربما تقلب هذه الممارسة الشائعة، وقد أعطى الباحثون البريطانيون فرصة مثالية لإجراء توسيع الشرايين التاجية وتركيب الدعامات PCI، فقاموا بشكل عشوائي بدراسة 700 مريض مصاب بنقص التروية القلبية (ولديهم تضيق واضح في شرايين القلب) مع اعتلال في عضلة القلب (معدل قذف البطين الأيسر 35 في المائة) وبحالة طبية مستقرة من حيث الأعراض. أن العلاج الطبي لمرض شرايين القلب قد تحسّن بشكل كبير خلال العقد الماضيو، ويبدو أن نتائج هذه الدراسة ليست مجرد تغيير في الممارسة بل تغيير في التفكير، فالعلاج الطبي للمرضى المصابين بتضيق في شرايين القلب، وحالتهم مستقرة جداً، خيارٌ جيد والكلية الأميركية لأطباء التوليد وأمراض النساء، توصي الآن باعتماد قراءات الضغط 140/90 ملم زئبق كحد أدنى لبدء أو رفع العلاج الطبي لارتفاع ضغط الدم المزمن أثناء الحمل، في حين كانت العتبة السابقة أعلى من ذلك.