في ظل الثورة الرقمية تنتشر العديد من الموسوعات العامة والمتخصصة عبر الإنترنت. أول هذه الموسوعات العامة على النات للعالم الناطق باللغة الإنجليزية موسوعة ويكيبيديا وموسوعة بريتانيكا.
وتتكون معلومات ويكيبيديا بمساهمات العديد من الكتاب، مجهولي الهوية، أما معلومات بريتانيكا يكتبها خبراء مختصين ويقع مراجعتها قبل النشر. جيمي ويلز ولاري سانغر هو مؤسس موسوعة ويكيبيديا في سنة 2001، وتحتوي على عدد كبير من المحررين تطوعوا في تحرير المقالات بصفة منتظمة. حجم ويكيبيديا يتغير بطريقة مستمرة بعد الإضافات وتحرير المعلومات الجديدة، في الوقت الحاضر تحتوي الموسوعة الرقمية ملايين المعلومات في مجموعة كبيرة من المواضيع بكل اللغات، وهذا يجعلها من أهم المصادر المتوفرة على الإنترنت للمعرفة، وذلك نظراً إلى وجودها وإمكانية الوصول إليها بكل حرية. المقالات متوفرة للجميع عبر شبكة النات، ويمكن للأفراد من الوصول إليها بكيفية سهلة ومجانا وفي وقت. الموسوعات لها أهمية كبيرة في العالم الحديث، فهي المصدر الأساسي لنقل المعرفة وتوثيقها في المجال الثقافي والتاريخي خاصة.
وتساهم من ناحية أخرى في توفير المصدر الموثوق للمعلومات ويمكن لكل الناس فهم العالم وتحليل كل ما هو حوله. وبفضل توفر المعلومة في شبكة الإنترنت، أصبح من الممكن الوصول إلى هذه المقالات وإستخدامها من طرف مختلف فئات المجتمع. لكن، تواجه هذه الموسوعات تحديات كبيرة في العصر الحالي، بينها تطور حجم المعرفة وهذا يتطلب مواكبة للتطورات الجديدة والعمل على تحديث المحتوى بطريقة منتظمة، ثم عامل الثقة في هذا المجال مهم جدا، فقد يشكك البعض في مصداقية المقالات المقدمة ويطرحون السؤال عن المصادرها ومدى صحتها. وفي المستقبل قد تواجه الموسوعات تحديات كبيرة في ظل التطور التكنولوجي المتواصل الذي سيغير كيفية الحصول على المعلومات وتناقلها. وقد تستفيد هذه المراجع والموسوعات من الخورزميات لتطوير جودة المعلومات وتوفير مستخدمات جديدة مثل إستخدام الذكاء الإصطناعي والتعلم بطريقة آلية، وكذلك قد تستفيد في مجال تطوير التحرير والتحقق من صحة المعلومات، فلم يعد هناك مجال للعودة بعد الآن إلى عصر الظلمات الذي سبق غوغل وويكيبيديا.