يزور تونس هذه الأيام الشيخ الاماراتي شخبوط بن نهيان وزير الدولة بدولة الإمارات العربية المتحدة
وتأتي هذه الزيارة بمستوى عالي، تنفيذا لإستراتيجية الشيخ محمد بن زايد التي رمت حواجز لمنع انهيار المنطقة أمام مد الإسلام السياسي والظلامية الفكرية، حيث بدت تونس، بعد انهيار حركة النهضة، كحليفة طبيعية تستحق أن يقدم لها العون وتستحق إعادة النظر في التعامل معها. ومما يدفع الامارات الوقوف إلى جانب تونس هو تموقعها في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط وعلى مسافة قصيرة من أوروبا وذلك في خطة ثنائية قصد تثبيت أقدام الاقتصاد في أقرب الآجال. وسيتولى الوفد الذي يرافق الشيخ شخبوط في هذه الزيارة التنسيق مع الجهات التونسية المعنية من أجل تحديد مشاريع مشتركة في عدة مجالات للبدء في تنفيذها.
وما يزيد في احترام تونس لدى الاماراتيين قول الرئيس قيس سعيد وإعادة تكراره و التذكير به في عديد خطاباته على أن تونس أمة حرة ولها سيادة تحميها من مخاطر التدخل الأجنبي وليست في حاجة للتدفقات المالية أو بالقبول بأية شروط، لأن المواطن التونسي له كرامته، وبالنسبة للأشياء الأخرى، فإنها تأتي لاحقاً. ولهذه الأسباب تعد الإشارة الإماراتية معبرة عن الاستعداد لمساعدة تونس أمام وضعها الاقتصادي الصعب وجاءت لتنهي الانطباع بأن البلاد مقطوعة عن بعدها العربي وأنها أضحت رهينة نوايا روما وبروكسيل. وكان الرئيس قيس سعيد قد تحدث مع الجانب الإماراتي على الاستثمار في البنى التحتية والطاقة المتجددة وتحلية المياه والصحة والتحول الرقمي والتربية والسياحة، فضلاً عن تشجيع الاستثمارات الإماراتية في تونس، في حين تحدث الشيخ شخبوط عن الإمارات الرسمية التي تتحرك نحو تونس، وليست إمارات التمويل أو الاستثمارات أو الشركات القابضة.. وبخلاصة القول: الإمارات قادمة نحو تونس للدعم الضروري لتجاوز التحديات التي تواجهها البلاد