يعيش العالم تطور خطير في اضطرابات الأحوال الجوية وأصبحت غريبة. وتؤكد تقارير الأمم المتحدة إلى أن هذه الأحوال الجوية المتطرفة تسببت في خسائر فادحة في الإقتصاد العالمي، بما يقدر بنحو 3 تريليونات دولار خلال السنوات الـ20 سنة الماضية.
إنتاج الغذاء يواجه في الشرق الأوسط وكذلك في القارة السمراء تهديداً بسبب قلة المياه والجفاف المتواصل لأن الحر الشديد يمثل خطراً على صحة الشعوب وفي منظومة البنية التحتية. ويتوقع المختصون أن مستوى سطح البحر سيؤثر على الدول والمدن الساحلية بسبب المخاطر من الإندثارات في نسبة المساحات الأراضية وتوزيع المياه المالحة التي ستفسد الأراضي الزراعية التي توفر الغذاء للشعوب وتؤثر على كميات المياه الصالحة للشرب. ومادامت الانبعاثات الكربونية متواصلة، ستزداد الحرارة على مستوى الغلاف الجوي والبحار، وهو ما سيعزز من خطورة التأثير على الكرة الأرضية برمتها. ولأجل مستقبل مشرق، لابد من توفير، الهواء والماء النظيف وكذلك الغذاء.
وهذا لن يكون إلا من خلال بلوغ نقطة الانبعاثات الكربونية المحايدة، المعروفة أيضاً بإسم صافي الإنبعاثات الصفري. وهذا يطرح طريقا جديداً للمستقبل لصحة أفضل ولإزدهار في كل المجالات، وحتى يمكّن العالم من أفق واسعة للتجديد والإبداع. وكان، بين قادة الرأي حول العالم والمؤسسات العلمية وخبراء المناخ، إتفاق واضح في أن يتحقق صافي الإنبعاثات الصفري في غضون سنة 2050 وضرورى لإنقاذ الكرة الأرضية من التغير المناخي وبصورة فعلية ودون الرجوع عليه. وفي هذا الإطار، وقّعت جميع حكومات العالم في مدينة باريس، إثر قمة المناخ (كوب 21) سنة 2015، على العمل للتصدي أمام قفزات درجات حرارة الأرض من خلال مساهمات وطنية ملزمة لكل الدول المشاركة في القمة.