تزداد المشاعر المعادية لإسرائيل في السعودية منذ انطلاق الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على إسرائيل ليبقى التطبيع التاريخي بين الدولة العبرية والسعودية مهدد.
ورغم أن ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، قال الشهر الماضي، إنّ التطبيع يقترب كلّ يوم أكثر فأكثر، جاءت اليوم مشاعر سعودية لرفض هذا التطبيع، بعد أيام فقط من زيارة وزيرين إسرائيليّين الى الرياض للمشاركة في مؤتمرات دولية. ويتوقع أن تزداد مشاعر السعوديين المعادية للتطبيع، بالمشاهد الدموية التي تتناقلها وسائل الإعلام للقصف الممنهج لقطاع غزة بآلاف الغارات وبـتشديد الحصار على الفلسطينيين. ويبدو أن التطبيع بات الآن في الدرج، ولا يتخيل سعودي واحد، أن تعلن المملكة التطبيع مع إسرائيل بينما الجيش الاسرائيلي يقصف بصفة مستمرة الفلسطينيين. وتأتي فكرة التطبيع بين السعودية واسرائيل بعد اتفاق أبراهام، سنة 2020، برعاية أميركية بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، حيث تسربت بعدها، تكهنات حول انضمام السعودية الى مجموعة الدول المطبعة.
ولقد كان السعوديون، بهذه المبادرة، يأملون إلى نتيجة تجعل الحياة أسهل للفلسطينيين وتسمح لإسرائيل بأن تلعب دوراً في الشرق الأوسط. إلا أن السعوديون فسروا هجوم حماس على أنه أتى نتيجة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته. ولطالما شكّل التعاطف مع القضية الفلسطينية نواة صلبة لدى الرأي العام السعودي، يبدو أنه سيتم تعليق كل شيء.