نقلة نوعية يسجلها هذه الأيام القضاء التونسي بتسجيل نشاط غير مسبوق مع البدإ في اجراءات جلب قيادات حزب النهضة نحو مكاتب التحقيق فيما عرف بقضية التسفير نحو بؤر التوتر.
وانطلقت التحريات الأولية مع المدير العام لشركة الطيران سيفاكس محمد فريخة حيث أذنت النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الارهاب بالاحتفاظ به لمدة 5 أيام قابلة للتمديد مرتين إلا أنه تعرض الى اضطرابات صحية استوجبت نقله الى العناية المركزة.
وفي انتظار المآلات التحقيقية في شأنه، إذا بقيت صحته تاعبة ، أو تداركت مع مواعيد أسئلة القاضي المحقق، فإن مجرى القضية تشمل كذلك قيادات نهضاوية أخرى لأن التهم التي توجهت نحو زعيم الحركة راشد الغنوشي بخصوص شراء طائرة صخر الماطري تدخل هي كذلك تحت طائلة الجرائم الارهابية وغسيل الأموال و وفاق مرتبط بالجرائم الارهابية. ولقد اعتبر مكتب التحقيق 23 أن الجرائم المرتكبة تدخل في خانة الجرائم عبر الوطنية وطبقا للفصول 1 و 3 و 5جديد و10 و15 و13 جديد و33 و34 و36 جديد و37 و92 و 93 و 94 و95 و96 و97 من القانون الأساسي عدد 26 لسنة 2015 المؤرخ في 7 أوت 2015 المتعلق بمكافحة الارهاب ومنع غسيل الأموال والمنقح والمتمم بالقانون الأساسي عدد 9 لسنة 2019 المؤرح في 23 جانفي 2019 والفصل 32 من المجلة الجزائية.
واذا كانت التهم الموجهة لفريخة حول ظروف اقتناء وتمويل طائرة صخر الماطري فإن تسفير الشباب نحو بؤر التوتر تهم راشد الغنوشي وعلي العريض وحبيب اللوز وقيادات أخرى في حزب النهضة وذلك باستغلال شركة سيفاكس للطيران. وفي الأثناء يحقق كذلك علي العريض وراشد الغنوشي أمام أعوان الوحدة المركزية لمكافحة الارهاب ببوشوشة وأسفرت الى الاحتفاظ به وتقديمه إلى قاضي التحقيق.
ولقد سبق أن حقق كذلك نور الدين البحيري إلا أنه تعرض هو كذلك لوعكة صحية أجبرته المصحة. وتمخض أيضا نفس السيناريو عند جلب القيادي في حركة النهضة حبيب اللوز و أذنت النيابة العمومية بالاحتفاظ به إلا أنه لم يخرج من المصحة لأسباب صحية.
ويبدو أن في قيادات النهضة الوعكات الصحية وحالات التمرض أسلوب جماعي للهروب من المحاسبة في حين أن في نية القضاء التونسي الجديد وعد دستوري لمساءلة كل من عبث بالبلاد.