تنطلق النسخة السادسة للمنتدى العالمي للبحار في بنزرت، يوم 22 سبتمبر المقبل، تحت شعار المحيط والمتوسط في وقت الغليان.
وصيف بعد صيف، ولسنوات، تفاقمت أزمة المناخ على نطاق عالمي، وكان صيف 2023 الأكثر حرارة على الإطلاق على كوكب الأرض. بالنسبة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أطلق تحذيرا في 27 جويلية، وقال أنه إنتهى عصر الإنحباس الحراري العالمي، اليوم، أفسحوا الطريق لعصر الاضطرابات العالمية. ومع الأخذ على عين الإعتبار الأحداث الجارية، من هذه التأثيرات الدراماتيكية للتغيّر المناخي، إختارت الدورة السادسة لمنتدى بنزرت البحري أن تفتتح، يوم 22 سبتمبر، دورة مدتها ثلاث سنوات، ومخصصة لعواقب هذا الغليان العالمي على المحيط عالميا وعلى البحر الأبيض المتوسط، بصفة خاصة. وبعد نجاح النسخة الخامسة، التي أقيمت في سنة 2022، كان فريق الخبراء الدوليين أوشن 2050، أول مؤسسة فكرية إستشرافية مخصصة للقضايا البحرية، وذلك بوضع إعلان بنزرت. هذا الالتزام المستمر للمنتدى، الذي وضع خارطة طريق رمزية، يتمثل في إجتماع أزرق، الوحيد المتكرر في جنوب البحر الأبيض المتوسط، يرمي لتعزيز الحلول ويساهم في قضايا المحيطات على نطاق عالمي. ولهذا العام، يجتمع ما يقارب أربعين خبيراً، تحت رئاسة باسكال لامي، لتوثيق العواقب المدمرة للغليان المناخي على النُّظم البيئية البحرية وكذلك على سكان المناطق الساحلية.
وقد تأثرت ليبيا، المجاورة لتونس، بشكل قاتل بعاصفة دانييل التي وُلدت من البحر الأيوني حيث أنتج رطوبة عالية جداً بسبب حرارة المياه الشديدة. وبعد أن ضربت اليونان وبلغاريا وتركيا، تنقلت هذه العاصفة شرق البحر الأبيض المتوسط، وتحولت إلى إعصار شبه استوائي وتسببت، في ليبيا، إلى مقتل على ما يقارب عشرة آلاف شخص ودمرت العديد من المناطق الحضرية الساحلية. وعلى درب قمة العمل المناخي التي ستنعقد قبل يومين، في 20 سبتمبر في نيويورك بمقر الأمم المتحدة، ستكون نسخة 2023 من منتدى بحر بنزرت جزءا من تقويم متوسطي غني، وسيستمر على مدى ثلاث سنوات. وسيتحول، في أفريل 2024 إلى أثينا وإلى نيس في جوان 2025 في المؤتمر الرئيسي للأمم المتحدة للمحيطات، الذي تنظمه فرنسا وكوستاريكا، وإلى الاحتفال بالذكرى الخمسين لاتفاقية برشلونة لحماية المحيطات. وبهذه المناسبة سيتم تقديم برنامج Med Odyssey. وستكون هذه الطبعة السادسة، في النهاية، فرصة لحوار مزدوج بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، على الشاطئ الجنوبي، بنزرت، وعلى الشاطئ الشمالي، مرسيليا.