انتقل إلى جوار ربه رجل الأعمال أحمد علولو المعروف بمسيرة نادرة في الاستثمار السياحي في محلات المطاعم والعروض الثقافية.
ولقد انطلق أحمد علولو أعماله في قلب العاصمة تونس منذ السبعينات وتحديدا من نهج مرسيليا في الميدان السياحي عندما اقتنى المطعم المصنف عند وزارة السياحة لاماما وكان أول رجل أعمال من خاطر بأمواله لجلب نخب تونسية مثقفة وأجنبية من طراز السفراء ورجال الأعمال في مطعمه لاماما. ولقد قدم أحمد علولو منذ ذلك الحين أكلات غير متداولة لدى عامة الناس وطبخ أطعمة غريبة آنذاك مثل البيزا على الحطب التي سرعان ما كسب بها زبائن أصبحت ترواد محله بانتظام. وبحنكة رجل الأعمال توسعت أعماله ليقتني محل مجاور مطعمه لاماما وافتتحه تحت اسم المازار حيث قدم فيه أكلات تونسية عتيقة بأسعار مدروسة جدا مما جعل هذا المحل يكسب شهرة أكبر من لاماما ليراوده التونسيون من جميع الجهات. ولقد فتح فيه جناحا داخله استغله كفضاء ثقافي للفن التشكيلي ، فضاء بوعبانة ، ولقد كان يباشر أعماله الفنان المرحوم الهاشمي غشام حيث يلتقي فيه التشكيليين لعرض أعمالهم الفنية.
كما فتح أيضا فضاء لمحبي الموسيقى تحت اسم الحديقة تعرض فيه فرقة موسيقية دائمة عروض موسيقية وغنائية مع وصلات من الرقص وذلك بغاية اكتشاف المواهب الصوتية الصاعدة. واذا كان أحمد علولو مولع بالثقافة عامة فهو كذلك محب لكل الصحفيين التونسيين والنخب السياسية، وكانت محلاته مفتوحة ومرحبة بكل الصحفيين وبالمناضلين اليساريين ولقد تسببت له في بعض الأحيان بصيرته الانفتاحية بادماج الثقافة مع السياسة، اهتمام البوليس السياسي. اليوم ، وبعد أن فارق المرحوم أحمد علولو الحياة يبقى أبناءه سليم ومريم وعلي أمام رهان رفع مشعل والدهم الذي روج في محلاته أرقاما قياسية من المشروبات الكحولية، أكثر من ألفين قارورة جعة يوميا، لتبقى سلسلة علولو تمارس نشاطها السياحي والفني كالمعتاد. الله يرحمك سيد أحمد.