نظمت وزارة الصحة، بالتعاون مع سفارة اليابان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تونس، فضاءا للحوار يهدف إلى تقييم الفرص والتحديات التي تواجهها تونس في نظامها الصحي وذلك في إطار شراكة مع اليابان والقارة الافريقية.
وجاء هذا المؤتمر تنفيذا لتوصيات مؤتمر TICAD8 الذي انعقد في تونس مؤخرا. وينعقد TICAD8، بصفة دورية، منذ سنة 1993 برعاية حكومة اليابان، وبالتعاون مع الأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومفوضية الاتحاد الأفريقي والبنك الدولي. ويعدّ تعزيز أنظمة الصحة العامة في أفريقيا، وخاصة في تونس، إحدى أولويات مؤتمر طوكيو الثامن، لا سيما في إطار ركيزة تحقيق مجتمع مرن ومستدام. وعلى وجه الخصوص، وبالنظر إلى فترة ما بعد جائحة كوفيد-19، أكدت القمة، من جديد، التزامها للتعاون مع البلدان الأفريقية لبناء مجتمع مرن ومستدام في أفريقيا، يتميز بالأمن البشري ويتحقق صلب الاتحاد الأفريقي قبل سنة 2063. ولقد كانت جائحة كوفيد-19 بمثابة تذكير بأن الصحة العالمية ليست أساسا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية فحسب، ولكنها أيضا مسألة تتعلق بالأمن القومي في العالم. وخلال المناقشات المختلفة حول موضوع الصحة للجميع التي عقدت في نيويورك في سبتمبر 2023، شددت الدول الأعضاء أيضًا على الحاجة الملحة إلى تنفيذ البرامج والسياسات الصحية للتخفيف من مخاطر الوباء، وأزمة المناخ والتحديات العالمية الأخرى.
وكان قد أعرب السفير الياباني في تونس، سعادة أوسوغا تاكيشي، عن أمله في أن تؤدي جهود الحكومة التونسية، وخاصة جهود وزارة الصحة، بالتعاون مع جميع الشركاء الدوليين، إلى السلامة الصحية للجميع لتحقيق الأمن الإنساني حتى لا تُترك صحة أحد جانبا. إن الاستثمار في الصحة يشكل تحدياً حقيقياً وجب مواجهته وأصبح تحدياً لا يمكن التغلب عليه إلا بالعمل معاً، وبين القطاع العام والقطاع الخاص والشركاء ووكالات الأمم المتحدة. والأهداف واضحة: تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية الجيدة، وتعزيز قدرة الأنظمة الصحية على مواجهة التحديات الناشئة، وتعزيز الحلول المستدامة. ولقد جمع هذا الحدث الجهات الفاعلة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، وركز على الوصول العادل إلى الرعاية الصحية، وتحسين النُظم الصحية الوطنية، والشراكات مع الشركاء التقنيين والماليين والقطاع الخاص، والتعاون الثلاثي مع أفريقيا.