تذهب جائزة نوبل في الطب، هذه السنة، لأعمال الباحثة المجرية كاتالين كاريكو وزميلها الأمريكي درو وايزمان اللذان ساهما في تطوير لقاحات الحامض النووي الذي تم استخدامه خلال حملة مكافحة جائحة كوفيد 19 في مخابر فايزر/بيونتيك وموديرنا.
وأعلنت لجنة التحكيم يوم الاثنين 2 أكتوبر 2023، أن المرشحين، تميزا باكتشافاتهما المتعلقة بتعديلات القواعد النووية التي سمحت بتطوير لقاحات فعالة لـ mRNA ضد كوفيد 19. وساهموا في تطوير اللقاحات بوتيرة غير مسبوقة، استجابة لواحد من أكبر التهديدات التي هددت صحة الإنسان في العصر الحديث. ولقد فازا كاريكو وويسمان بالعديد من الجوائز المرموقة لأبحاثهما، بما في ذلك جائزة لاسكر سنة 2021، والتي غالبًا ما تُعتبر مقدمة لجائزة نوبل. وسيكون الشيك المصاحب للجائزة بقيمة 3 مليون دينار تونسي، وهي أعلى قيمة نقدية في تاريخ جائزة نوبل الممتدة لأكثر من قرن. ولقد تم تصنيع أول لقاحات الحامض النووي الريبوزي (mRNA) ضد كوفيد 19 عند مختبرات فايزر/بيونتيك وموديرنا.
وتهدف عملية اللقاح إلى حقن خيوط التعليمات في جينات الجسم ، باستعمال جزء صغير من فيروس يحمل معه messenger RNA، ويأمر الجسم بصنع ما يسمى بروتين Spike حتى يتم اكتشافه بعد ذلك بواسطة الجهاز المناعي لجسم الإنسان الذي سينتج المضادات. كاتالين كاريكو، هي الإمرأة الثالثة عشرة التي تفوز بجائزة نوبل في الطب، ويعد هذا التكريم اعترافا بالسنوات الطويلة من الأبحاث التي قضتها في الظل. وقد أمضت الدكتورة كاريكو معظم وقتها في التسعينيات وكانت قد تقدمت بطلبات عديدة للحصول على تمويل لأبحاثها التي تركزت على الحامض النووي الريبوزي، وهي الجزيئات التي تعطي تعليمات للخلايا لإنتاج بروتينات مفيدة لجسمنا. واعتقدت أن الحمض النووي الريبوزي المرسال يمكن أن يلعب دورًا رئيسيًا في علاج بعض الأمراض، لكن جامعة بنسلفانيا، وضعت حدًا لهذا المسار، وواجهت الرفض المتتالي لطلباتها للحصول على المنح اللازمة.