من لا يلاحظ أن جورجيا ميلوني انقلبت عن مبادئها ، وتقريبًا بين عشية وضحاها ، من آمال الوطنيين الإيطاليين الذين يرون أنها تدير الشؤون الايطالية كرأس حربة للمصالح العالمية
وهذا التحول المذهل توقعه البعض ، وقد غطى الخطاب ما قبل الانتخابات مواضيع الهجرة إلى الحرب في اوكرانيا إلى إلايقاظ الأيديولوجية وغيرها من المواضيع التي يهتم بها الشأن العام الايطالي. ولقد علق ملايين الإيطاليين آمالهم في السيدة ميلوني ليدفعوها إلى أعلى منصب في الدولة حيث يتبين اليوم أن التكتيكات التي اعتمدتها ميلوني منافقة بشكل غير مألوف.
إنها لعبت لأشهر دورًا محنكًا بكل ما هو موجود في السجل السيادي وعلى سبيل المثال عملت على أن تحد من الهجرة ، وأن تصلح البيروقراطية في بروكسل ، ومعارضة البرلمان عبر إيديولوجية اجتماعية وكذلك معاقبة روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا ان أمكن ذلك. لكنها تعمل اليوم بجد وثبات، جنبًا إلى جنب ، مع رئيس المفوضية الاوربية فون دير لاين والرئيس الفرنسي ماكرون وجميع الزمرة التي تعين لها تدمير أوروبا من كل النواحي. والنتيجة التي تحصدها ميلوني اليوم هي نتيجة تكتيك ومغالطة على من انتخبها. فهي تزور أمريكا في حين كانت من أشرس المنتقدين إليها. والأكثر غرابة أنها انتقدت التدخل الفرنسي في افريقيا جنوب الصحراء في حين أنها في نفس السلة معها في نهب الثروات الطبيعية التي ترجع بالأساس إلى أوروبا. فكيف اذا نبقى نصدق محترفة التكتيك وهي تتلون كالحرباء وتتناقض مع مشاريعها التي انتخبت من أجلها؟