أثارت وفاة جندي إسرائيلي مصاب بجروح خطيرة في مستشفى وبفطريات خطيرة خلال القتال في قطاع غزة، مخاوف بشأن وجود أمراض يمكن أن تصيب الجنود وتنتشر بين المدنيين في إسرائيل.
وقدمت قناة كان الاسرائيلية تقريرا حول الموضوع وحول الجندي الذي توفى متأثرا بجراحه رغم إيوائه في مركز مستشفى أسوتا في أشدود. ولقد أثبت أنه كان مصابا بفطر غير معروف وصعيب العلاج في الوقت الراهن. كما أكد الجيش الاسرائيلي عن وجود إصابات مماثلة لبعض الجنود الذين التحموا مع المقاومة الفلسطينية في ساحات المعارك بقطاع غزة، وكانت حالات الالتهابات الفطرية تهدد حياتهم، وغيرها من الحالات الخطيرة التي وجدت بين الجنود، أقل عزلة مما تم الإبلاغ عنه. ويبدو أنه عدد الجنود المرضى لا يزال قليلا ، إلا أن المرض ينتشر بسرعة بين سكان غزة الذين يعيشون بين الأنقاض أو مخيمات اللاجئين. وتؤدي الظروف المعيشية، التي فرضتها الحرب على غزة، إلى انتشار أوبئة وأمراض مختلفة، مما قد يؤثر على صحة الإنسان وعلى الجنود من الجانبين. وقد ينتهي الأمر أيضًا إلى تصدير هذه الأوبئة نحو المجتمع المدني الاسرائيلي لأن المرض ينتشر دون حواجز الحدود. وتمثل المقاومة للمضادات الحيوية مشكلة كبيرة في غزة منذ سنوات، وذلك بسبب استخدام أدوية غير مناسبة دخلت في تقاليد متساكني قطاع غزة لكنه غير متوالف عليه في إسرائيل. ففي غزة، وجود بكتيريا شديدة المقاومة ظاهرة معروفة، وتم إثباتها من خلال الأبحاث المشتركة بين إسرائيل وغزة.
والمعروف عن مستشفيات غزة على أنها بؤراً لهذه الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية. وكان المرضى، قبل الحرب، عندما يدخلون المستشفيات الإسرائيلية للعلاج أو الجراحة، يتسببون في بعض الأحيان على انتشارها في إسرائيل، إلا أن اليوم أصبح جنود الجيش الإسرائيلي يصابون بهذه العدوى بسبب البكتيريا أو الفطريات أو الطفيليات الموجودة في تراب أو طين غزة، أين تتواجد بكثرة. وفي ظروف فصل شتاء مزري واكتظاظ بسبب نزوح السكان، أصبح الغزاوي يعيش بقليل جدا من الماء النظيف للشرب والاغتسال، ويحصل كل ساكن في غزة حاليًا على حوالي ثلاثة لترات من الماء يوميًا، مقارنة بالرقم الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية وهو 50 لتر، مما يؤدي إلى تكاثر هذه الجراثيم في كل مكان. ويضاف على هذه الحالات المرضية، المعالجة الخاطئة لمياه الصرف الصحي للمجاري في قطاع غزة من محطة تحلية عسقلان أو منشأة شكما، ومخاطر تغلغل الجراثيم داخب المياه الجوفية ونحو شاطئ زيكيم شمال الحدود مع غزة.