إجابة على المجموعات التي نزلت في شوارع تونس للتظاهر قصد مساندة غزة وعلى رأسهم الصديق الكحلاوي رئيس منظمة مناهضة التطبيع، خاصة وقد تزامن ذلك مع انتهاء التوقيت الإداري وما تشهده العاصمة من ضغط.
ما من شك أن كل انسان عربي ومسلم يغار على فلسطين بالفطرة وإن كان متصهينا بدوافعه الحياتية والمعيشية التي تفرضها عليه الأنظمة الحاكمة باختلاف الدول العربية والاسلامية جميعا التي ينخرها ما ينخرها وإلا ما كان حالنا الحال ولكنه في داخله تجده ينحاز آليا إلى قضية يعلم علم اليقين وأنها عادلة وأن فلسطين ليست سوى خروف العيد، بالنسبة لسايس بيكو والهيمنة الامبريالية الأنقلوساكسونية. غير أن هذا الانجاز الأعمى هداما وليس بناءا، لأنه على حد تعبير القائل من أخطأ وجوه المطالب خذلته ومن طلب العلم بغير معلم أدركه عندما يشيب الغراب. فتحرير غزة يا سيدي يبدأ من هنا لا من هناك. عندما يتحرر بالتالي الانسان العربي داخله أولا وداخل بلده ستتحرر غزة هناك. ففي تونس مثلا أذكركم بغزاتنا لأنسيكم غزة الشرق بمثابة من ترك والده يموت في ساعته الأخيرة وذهب ليساهم في إطفاء حريق عند الجيران. أين نحن من غزات وغزوات تونس؟ ولمن يناكف أقول: أين غزة عصابة العميل عادل بلحسن ديميري، أين نحن من غزة الغنوشي والمنقالة والسبسي ومقرونة وعموما عصابة بوجناحين السبسية الغنوشية المقرونية. أين نحن من كل تلك الغزوات؟
اشتهرت كوريا الجنوبية بشركاتها العابرة للقارات على غرار سامسونغ وكيا وهنداي.. واشتهرت كوريا الشمالية بصواريخها العابرة للقارات، أما تونس وأوطان العرب عموما، فشهرتها العصابات والمافيات والسراق العابرة للقارات. ألم أقل لكم بالتالي وأن تحرير غزة يبدأ من هنا وليس من هناك وإلا فمثلي ومثلكم كمثل من يثب بعيدا فيقع قريبا وكمن يتطاول جالسا فيتقاعس واقفا. حرروا أنفسكم وأوطانكم وستتحرر القدس تلقائيا وآليا. أوطاننا التي فرقتها النزعات والخلافات والمافيات المصطنعة في أغلبها ليتفق العرب على أن لا يتفقوا، إذ قال القائل: إلى ما الخُلفُ بينكم إلى ما، وهذي الضجة الكبرى على ما؟ وفيما يكيد بعضكم لبعض، وتبدون العداوة والخصام، شهيد الحق قم تره يتيما، بأرض ضيعت فيها اليتامى ، أقام على العدل بها غريبا، وأقام على الحق فما أقام. أخيرا لا يسعني إلا أن أقول يا عجب يا عجب ويا أسف يا أسف لكل أهل العقول كيف أقاموا مدرج السيول.