بعد صدور بطاقة جلب من النيابة العمومية في حق سنية الدهماني، داهمت عناصر من الشرطة التونسية، يوم السبت 11ماي 2024، دار المحامي أين كانت تتحصن فيه واعتقلتها.
ولقد خيرت سنية الدهماني الإختفاء في دار المحامي بعد صدور في حقها بطاقة جلب جاءت إثر بث تعليق على قناة قرطاج بلوس، أين تشتغل، ردا على كلمة رئيس الجمهورية حول توطين الأفارقة في تونس، قالت فيه أن تونس ليس البلد الذي يطيب فيه العيش حتى يستقر فيها الأفارقة. واعتبرت أن ما يتم تداوله حول نظرية التآمر غير صحيح لأن تونس بلد لا يطيب فيه العيش. وإذا كانت سنية الدهماني في الأصل محامية، فإنها أحيلت على أنظار العدالة لأنها تشتغل كرونيكور في قناة تلفزية تونسية، وبصفتها الاستثنائية كمحامية، تعلم جيدا أبجديات الإحتراف الصحفي في السمعي البصري. ولقد خيرت تحصين نفسها بدار المحامي وأكدت، في فيديو نُشر على موقع فاسبوك، إستعصاءها لبطاقة الجلب ولأوامر النيابة العمومية وبصفة عامة لهيبة العدالة التونسية، حتى تثير الانتباه وتوجه الرأي العام إلى ما تريده.
وبخيارها تقويض العدالة بهذه الطريقة، فإنها ترتكب جرم ينضاف إلى سجلها الإجرامي لأن إذا كانت محترمة لبطاقة الجلب، التي جاءت على خلفية تعليق صحفي، فإن الإدانة كانت واضحة. لكن خيرت الصحفية المحامية أن تجمع الإدانات لتحدث البلبلة في قطاع المحامات والصحافة وفي النيابة وعند الرأي العام الداخلي والخارجي، ليأخذ الملف طابعا حقوقيا سياسيا يمس بسمعة البلاد. ولقد حققت سنية الدهماني نسبيا النتائج المرجوة، لأن قناة فرانس 24 كانت مجندة وفي الموعد لتبث مشهد المداهمة على المباشر، كما دخل المحامون في إضراب جهوي عن العمل إعتبارا من يوم الاثنين 13 ماي 2024 (أصدر فرع تونس لهئية المحامين بيان في غياهب الليل). وتمت المهمة بنجاح.