شاهد العالم على التلفاز نزول دومينيك واتارا العشب الأخضر عندما فاز المنتخب الايفواري في نهائي كأس افريقيا للأمم ومعها زوجها الرئيس الايفواري الحسن واتارا. دومينيك واتار، السيدة الأولى في ساحل العاج، مولودة في قسنطينة بالجزائر، تتمتع بعلاقة عميقة مع بلدها الأصلي وتعيش قصة حب ونجاح وإخلاص.
وولدت دومينيك واتارا في سنة 1953 لأبوين فرنسيين، في قسنطينة بحي سيدي مبروك أين أمضت سنواتها الأولى. وغادرت قسنطينة وهي في التاسعة من عمرها، مباشرة بعد استقلال الجزائر. ولقد استقرت في فرنسا، أين درست وتحصلت على شهادة في الاقتصاد من جامعة باريس في سنة 1975. إلا أنها عادت إلى أفريقيا، وتحديدا إلى ساحل العاج، أين تزوجت الأستاذ جان فرانسوا فلوري، وكان الزواج الأول في حياتها أنجبت خلاله طفلان. لكن اتخذ مصير دومينيك واتارا منعطفاً جديداً عندما التقت برئيس وزراء ساحل العاج آنذاك، الحسن واتارا. وتزوجته في عام 1991، وأصبحت إحدى ركائز مسيرته السياسية، حيث ساهمت في صعوده إلى الرئاسة في عام 2011.
وتشارك دومينيك واتارا عدة أنشطة في القضايا الاجتماعية والإنسانية بساحل العاج. ومن أهمها، حماية الأطفال وتمكين المرأة ومكافحة فيروس نقص المناعة الإيدز. ولقد عُيّنت في عام 2009 كسفيرة خاصة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وخصصت من وقتها لزيارة قسنطينة في رحلة لاتكشاف جذورها الجزائرية، وكانت لها مصافحة مع أماكن طفولتها حتى تتذكر أياماتها السعيدة في وقت طفولتها. وخصصت أثناء إقامتها في الجزائر، وقتًا لزيارة العاصمة أين تمكنت من اكتشاف متحف الفنون الجميلة الشهير في عاصمة الجزائر. وتعتبر قصة دومينيك واتارا مصدر إلهام لكثير من الناس، حيث ولدت في الجزائر، وعاشت حياة غير عادية في غرب أفريقيا، وأصبحت شخصية مؤثرة ومحترمة في مجمل القارة الافريقية. وتعدّ رحلتها مثال للنجاح والتفاني والحب للبلد الأصلي.