يستحضر كتاب تاريخ النبيذ في فلسطين، بصفة جيّدة وبشهادة مصورة، تاريخ فلسطين الذي يمتد لقرون طويلة أين تتشابك فيه قصتان، قصة فلسطين وقصة نبيذها.
وبناء على مقالات علمية بعيدة عن الخيال والإعتبارات الحزبية، يسرد الكتاب هذا التاريخ المزدوج في ثلاثة فصول تاريخية: تاريخ الكحول في فلسطين منذ ظهوره قبل 13 ألف سنة، وإلى نهاية العصر البيزنطي عام 636، وتاريخ النبيذ منذ الفتح الإسلامي حتى نهاية العهد العثماني عام 1917، وصعود النبيذ الفلسطيني المعاصر في جميع أنحاء فلسطين التاريخية، مع زيارة لبعض العقارات الرمزية. ويحاول ناصر السومي الإجابة على سؤال طرحه في الكتاب: ماذا لو كانت فلسطين مهد إنتاج النبيذ؟ ومن خلال تسليط الضوء على الجوانب المتعددة للتاريخ الفلسطيني يعرض ناصر السومي صور توثق تاريخ النبيذ في المنطقة، وهي مرتبطة بأعمق تاريخ فلسطين والأكثر روعة وعاطفة.
ويعود ناصر السومي إلى ظهور النبيذ قبل ثلاثة عشر ألف سنة، ويتتبع المراحل المختلفة للإنتاج والتسويق والتصدير في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط. من التبادلات مع مصر، إلى التغييرات التي فرضها الفتح الإسلامي والفترة العثمانية، إلى ظهور النبيذ الفلسطيني المعاصر، في رحلة عبر الزمن بالاعتماد على الاكتشافات الأثرية والشهادات التاريخية والعلمية، ومقاربة السؤال من وجهة نظر أنثروبولوجية، ويعيد المؤلف تأهيل مساهمة فلسطين في مجال الكروم والنبيذ على نطاق عالمي. كما أنه ينقل شغفه بالنبيذ الذي إكتسبه في سن الرابعة عشرة عندما كان حلمه إنتاج النبيذ الخاص به. لكن الإحتلال الإسرائيلي قرر غير ذلك. ويرتبط تاريخ النبيذ ارتباطًا وثيقًا بتاريخ فلسطين، ويستنكر على طول الطريق الظلم الذي تعرض له بلده ويقول: إن إعادة التواصل اليوم مع هذا التاريخ الذي يمتد لقرون طويلة له أهمية رمزية، لأن النبيذ هو مانح المتعة، وسفيرا ممتازا ليخبرنا عن فلسطين. إن النبيذ بقدرته على المشاركة والحب والألفة سيعيدنا يومًا ما إلى العدالة والسلام.