تحذر الأمم المتحدة من مخاطر كارثة إنسانية يمكنها أن تلحق بخمسة ملايين سوداني في الأشهر القادمة جرّاء الحرب الأهلية المستمرة في السودان.
وجاء قلق الأمم المتحدة بعد دعوات صادرة عن جمعيات حقوقية عاملة في السودان سجلت معاناة 18 مليون سوداني يقبعون في حالات انعدام أمن غذائي، ويمكن أن تتحول حالاتهم إلى مجاعة. وبحسب منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، تصنف الأمم المتحدة انعدام الأمن الغذائي الحاد إلى مرجع عالمي تعمل به الأمم المتحدة لتوجيه القرارات الأممية التي تغيث الشعوب. وتصنف الامم المتحدة حالات انعدام الأمن غذائي في خمس مراحل: الحالة الأولى، عندما تكون الأسر قادرة على تغطية احتياجاتها الغذائية وغير الغذائية الأساسية دون الانخراط في استراتيجيات غير نمطية أو غير مستدامة للحصول على الغذاء والدخل. والحالة الثانية، عنما تتمتع الأسر بالحد الأدنى من الاستهلاك الغذائي الكافي ولكنها لا تستطيع تحمل بعض النفقات غير الغذائية دون الانخراط في استراتيجيات التكيف مع التوتر.
والحالة الثالثة، عندما تعاني الأسر من نقص في استهلاك الغذاء بسبب ارتفاع سوء التغذية الحاد أو أعلى من المستويات المعتادة؛ أو يتمكنون بشكل هامشي من تغطية احتياجاتهم الغذائية الأساسية ولكن فقط عن طريق تجريد أنفسهم من أصول معيشتهم الرئيسية أو عن طريق استخدام استراتيجيات التكيف مع الأزمات. والحالة الرابعة، عندما تعاني الأسر من عجز كبير في استهلاك الغذاء بسبب ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد والوفيات الزائدة؛ أو قادرون على الحد من العجز الغذائي ولكن فقط من خلال استخدام استراتيجيات التكيف في حالات الطوارئ وتصفية أصولهم. والحالة الخامسة، عندما تعاني الأسر من نقص شديد في الغذاء و/أو ما يكفي لتلبية احتياجاتها الأساسية الأخرى على الرغم من الاستخدام الأقصى لاستراتيجيات التكيف. وتبدو المستويات الحرجة من المجاعة والموت والعوز وسوء التغذية الحاد واضحة. وقد يدخل في بعض أنحاء البلاد في الأشهر المقبلة، أناسًا في غرب دارفور ووسط دارفور مصنّفين في المرحلة الرابعة إلى المرحلة الخامسة أي المجاعة. ويذكر أنّ عدد الذين يُعانون من حالة الطوارئ الغذائية في المرحلة الرابعة، يقدّر عددهم بنحو 4.9 مليون شخص، وأكثر من 300 ألف منهم يعيشون في وسط دارفور وأكثر من 400 ألف آخرين في غرب دارفور.