التحليل السياسي لتداعيات حرب غزة بعد الرد العسكري الإسرائيلي على حماس الذي كان يهدف أساسا تأمين منطقة شمال القطاع وإستعادة الأسرى الإسرائيلين.
هذا الرد سرعان ماتحول إلى حرب طويلة وإتضح أن أهداف تل أبيب لم تتحقق وتواصلت الحرب لأن إسراءيل لا تعرف إلى حد اليوم من سيحكم غزة والقطاع بعد الحرب؟ هذا هو المأزق الحقيقي التى وقعت فيه إسرائيل وحلافائها في الغرب. إن الإجابة على هذا السؤال هو الذي سيحدد نهاية الحرب . ويبقى السؤال الذي يطرح نقطة إستفهام هامة هو الدور التركي في هذا الصراع وماهي أهدافه ؟ فعديد الملاحظين يقرون أن تركيا تستعمل ورقة حماس ليكون لها الدور الأساسي في هذا الصراع هذه الإستراتيجية السياسية التركية لم تحقق أيضا أهداف أنقرا وكل حلفاءها. من ناحية أخرى لابد من الإشارة إلى رغبة روسيا إمتلاك قاعدة عسكرية بالقرب من تل أبيب وباب المندب خاصة أننا تعلم أن روسيا إنهت مؤخرا مناورات مشتركة صينية إيرانية في خليج عمان.. فإلى من سيؤول في النهاية البحر الأحمر الذي أصبح منطقة إستراتيجية مطلوبة من كل القوى المؤثرة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقد يستحيل على روسيا تأسيس قاعدة عسكرية في المنطقة بسبب التوترات والعدد المتزايد للدول التي تخطط لنفس الهدف، وفي النهاية لابد أن نشير إلى الموقف الدفاعي التي أخذته مصر في ظل اللأزمة الحالية وقد تفهم الإتحاد الأوروبي مخاوف مصر وقدم لها إعانات على المستوى الأقتصادي والمالي مع تسهيلات جديدة. مصر التي نجحت في عدم تحول الصراع على أراضيها ولكنها لم تؤثر في الصراع ولكنها توصلت إلى قدر كبير من الأمن في مناطقها والمناطق المجاورة. من سيحكم غزة بعد الحرب ؟ إن الإجابة هي المفتاح الأساسي الذي سيعطي منعرجا جديدا للصراع في الشرق الأوسط في الفترة الحالية وعلى المدى القصير في إنتظار ما ستقرره القوى العالمية التي تتشكل من جديد في إطار جديد على المستوى العسكري والإقتصادي دون أن ننسى مايحدث في أوكرانيا وتداعياتها المباشرة وغير المباشرة في كل الصراعات التي تعيشها مختلف مناطق العالم.