أعرب فلاديمير بوتين مؤخرا عن دعمه للمرشحة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية كامالا هاريس وفاجأ إعلانه النخبة المراقبة للانتخابات.
ويثير هذا التصريح، مع استمرار تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا، تساؤلات حول الدوافع وراء هذه الخطوة وتداعياتها على المشهد السياسي الأمريكي. ولقد اتسم التصريح باتهامات بالتدخل الأجنبي في الانتخابات، لأن الرئيس الروسي أدلى بهذا التصريح خلال المنتدى الاقتصادي في فلاديفوستوك، مؤكدا بلهجة ساخرة أنه سيفعل ما أوصى به الرئيس الأمريكي جو بايدن: دعم كامالا هاريس. واصطحب هذا الإعلان بالضحك في المجلس، مما سلط الضوء على طبيعته الساخرة للعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة. ورغم أن بوتين يتقن فن النقد السياسي، فإن الجانب الغربي اعتبر تصريح بوتين خطوة تهدف إلى زرع الفتنة داخل الحزب الديمقراطي أو محاولة لتعزيز صورته على الساحة الدولية، من خلال إظهار قدرته على التأثير على الانتخابات الأمريكية. ويبدو أن التدخل في الانتخابات الأمريكية ليست جديدة لأن منذ انتخابات 2016، اتهمت الولايات المتحدة روسيا بمحاولة التأثير على نتيجة الانتخابات، وعززت التحقيقات والتقارير الصادرة عن أجهزة الاستخبارات هذه الاتهامات، وتأكد ترويج حملات تضليل روسية لدعم مرشحين معينين. كما يأتي دعم بوتين لهاريس في وقت تعلن فيه الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على روسيا. أما في الواقع، وبالنسبة لهاريس، هذا الدعم المفاجئ يضع ترشحها في موقف حساس وفي مواجهة الناخبين الأميركيين الذين قد يعتبرون ذلك تدخلا غير مرغوب فيه. وقد أعربت عن حيرتها إزاء هذا الدعم، الغير مؤكد، وما إذا كانت ستشكره أم تشعر بالإهانة.
ومن جانب الجمهوريين المنافسين لكامالا هاريس، رد دونالد ترامب على إعلان بوتين، حيث أبدى عن حيرته بشأن معنى هذا الدعم، متسائلا عما إذا كان ينبغي أن يعتبره مجاملة أم إهانة. ومن الممكن أن يتأثر الناخبون الأمركيون بتصور التدخل الأجنبي في انتخاباتهم يؤدي أيضًا إلى تعزيز المشاعر المعادية لروسيا بين الناخبين، وخاصة بين الناخبين الديمقراطيين الذين قد يعتبرون دعم بوتين لهاريس محاولة لزعزعة الاستقرار. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر هذا الوضع على الطريقة التي يتعامل بها المرشحون مع حملاتهم. وقد يُطلب من المرشحين اتخاذ مواقف أكثر صرامة ضد روسيا رداً على الاتهامات بالتدخل. ويمكن أن تؤدي الوضعية الراهنة إلى مناقشات أكثر كثافة حول السياسة الخارجية والأمن القومي الأمريكي. ويوضح دعم بوتين، الغير المتوقع لكامالا هاريس، تعقيدات في المشهد السياسي العالمي في وقت تتجه الولايات المتحدة فيه نحو انتخابات رئاسية جديدة، لأن هذه الديناميكية يمكن أن تؤثر ليس فقط على المرشحين، بل وأيضاً على الخطاب السياسي والرأي العام العالمي.