مع تواصل تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا من الجانب الغربي، يرى الخبراء أن الحرب على مرحلة نحو التصعيد، وسترتكز خلال الشتاء بعمليات جوية وقصف متبادل عن بعد، تمهيدا لحرب برية كبيرة مع حلول الربيع.
وتطلق روسيا اليوم حوالي 20.000 قذيفة مدفعية، وهو ما أنهك مخزونها ورغم أنها عبأت 300 ألف من جنود الاحتياط فإنها تكبّدت خسائر بمائة ألف إصابة بشرية، و1500 دبابة، و2500 مدرعة وناقلة جنود، و2000 شاحنة، وأكثر من 130 طائرة عمودية . وبينما تتباين الأرقام بشأن تكلفة الحرب بالنسبة لروسيا، فإن الرئيس فلاديمير بوتين أمر بزيادة في ميزانية الدفاع لسنة 2023 بنسبة 40%، مما يرفع مجموع إنفاق روسيا على الجيش والأمن إلى 143 مليار دولار، وهو ما يمثل نحو ثلث ميزانية الحكومة. ولقد حذر المراقبون من أن السيناريو المقبل هو أن يشهد العام الحالي توسعا في العمليات الحربية في أوكرانيا، بعد أشهر من تراجعها خاصة بعد الانسحاب الروسي من خيرسون.
وحتى تسترجع الخسائر التي تكبدتها روسيا، تشتغل المصانع العسكرية هذه الأيام دون توقف حتى تنتج الطائرات والصواريخ والمدرعات… وستعلن قريبا عن تعبئة 500 ألف جندي تمهيدا للحرب البرية المقبلة مع حلول الربيع المقبل. ولقد بدأت موسكو في نشر طائرتها سوخوي في أوكرانيا، بشكل شبه مؤكد وهي طائرة شبح من الجيل الخامس استخدمت انطلاقا من فوق الأراضي الروسية، دون الوصول إلى أوكرانيا، وهاجمت أهدافها الجوية والبرية بإطلاق صواريخ بعيدة المدى. كما استغلت كذلك وبشكل كثيف طائرات دون طيار شاهد -136 الإيرانية وذلك منذ الخريف الماضي وهي طائرة تحتوي على متفجرات محملة برأس حربي في مقدمتها ومصممة للبقاء فوق الهدف إلى أن يتم اشعارها بأمر عن بعد بربط لاسلكي لتوجيهها وفرقعة الهدف.