أجرت مجلة نيوساينتست مقابلات مع علماء أمريكيين حول موضوع نزول درجات حرارة المحيط الأطلسي وقد لا يرون حتى الآن تفسيرا منطيقيا له ويعلنون أنه سجلوا معدلا لم يتم قياسه منذ بدء تسجيل درجات حرارة المحيطات.
وفي حين وصل متوسط درجة الحرارة السطحية اليومية للبحر الأبيض المتوسط إلى أرقام قياسية بلغت 28.9 درجة مئوية يوم الخميس 15 أوت، فإن المنطقة الاستوائية من المحيط الأطلسي عاشت عكس ذلك، وبردت بسرعة كبيرة لمدة ثلاثة أشهر. ويكمن ربما المشكل في ظاهرة النينيا الأطلسية الناشئة التي تسبق التحول المتوقع في ظاهرة النينيا الأكثر برودة في أكبر محيط في العالم، المحيط الهادئ، وهي أحداث تتراكم على بعضها وتودي إلى التأثير على الظروف الجوية في العالم. ويشهد المحيط الأطلسي، في قسمه الاستوائي، مثل المحيط الهادئ الاستوائي، تناوبًا دوريًا بين ظاهرة النينيا وظاهرة النينيو بمعدل سنتين إلى ثلاث سنوات، مع عواقب وتأثيرات إجماليًا للتبريد والاحترار على اليابسات. ولقد اعتبر العلماء، منذ منتصف جوان الفارط، أن ظاهرة النينيو في الجانب الهادئ انتهت، بعد أن أدت إلى ارتفاع الدرجات القصوى بالتزامن مع تغير في المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية.
والآن، يأتي الوقت لظاهرة النينيا التي بدأت تسجل في انخفاضات على متوسط درجات الحرارة في المحيطات العالمية. وفي المحيط الأطلسي الاستوائي تحديدا، يتناوب نينو ونينيا بتأثير الرياح البحرية التي لم تهدأ بعد، إلا أن هذا المحيط أصبح باردًا بالفعل منذ ثلاثة أشهر، والأكثر من ذلك، نزلت درجات حرارته بسرعة لم يتم قياسها مطلقًا منذ بدء التسجيل في عام 1982. وتنتج هذه الحالة الجديدة دورة غير مسبوقة تبشر بانخفاض هطول الأمطار في منطقة الساحل الأفريقي وزيادة هطول الأمطار في البرازيل وطقس جاف في غرب الولايات المتحدة وطقس رطب في شرق أفريقيا. كما سيتأثرالمناخ العالمي، بسبب مواجهة بين محيط هادئ يميل إلى البرودة ومحيط أطلسي يميل إلى الدفء ناتج عن تأخر ظاهرة نينيا.