توفى توفيق الشايبي ، رجل الأعمال المعروف في مجال التوزيع ( كارفور) وكذلك في السياحة والمعادن. لكن من هو توفيق الشايبي ؟
في سنة 1967 كانت السياسة السائدة في البلاد تعتمد على التعاضديات لأن أصبح المستثمرين والتجار وأصحاب المصانع … يفرون البلاد من فك الأرزاق بطرق شبه قانونية..
وأفلس عدد منهم وبقيت حفنة تعد على أصابع اليد كان همهم الوحيد تحرير أنفسهم من السيطرة الخانقة. لكن بعد أن أطرد شبح الاشتراكية من عقول الناس فات الأوان لأن البعض منهم باع أرزاقه والبقية بقوا في انتطار نهاية المحنة وحصل أخيرا ما كان ينتظره الجميع وهو نظام اقتصادي جديد. كان عمره حوالي 30 سنة عندما تم استدعاء المهندس الشاب توفيق الشايبي ليشرف على بعض المناجم التابعة لبنك إندوشين ، لقيادة SOTEMI ، وهي الشركة الحكومية التي كانت تدير مجموعة مناجم المعادن في البلاد.
لكن بالنسبة للمرحوم توفيق الشايبي العمل بالنسبة له يقوم على الاحترام و من خلال مساهمة كل عامل لأجل جهد جماعي إلا أنه اكتشف أنه دخل في منعرج مظلم في هذه الشركة الحكومية ففضل المغادرة لتغيير مسيرته لأنه لا يمكنه العمل في رزق البيليك والتعامل مع ذات العقليات السائدة آنذاك والتي لا تدخل في قاموسه لأنه رجل يفعل ويقود وينتج. ففكر في إنشاء شركته الخاصة. وخلافًا لما تروجه وقتها التيارات الاشتراكية في تونس، قرر توفيق الشايبي التحليق بمفدره ببعث ورشة لتصنيع أنابيب التغليف المعدنية في المنطقة الصناعية بالشرقية.
ولم يبخل المسؤول الكبير بوزارة الصناعة الذي سلم له الموافقة الصناعية أن يلاحظ له بأن هذه الشركة هي آخر استثمار في القطاع الخاص بالبلاد فلم يأخذ توفيق الشايبي هذه العبارة بمنطق الجد بل أخذها كملاحظة مجاملة لأن داخل نفسه قرر الخروج من المأزق الذي كان فيه وحاضر بالاستعداد التام لفعل أي شيء لتحقيق النجاح ومراهنة المستقبل. هذا الشخص الذي ولد في يوم 20 مارس ، أعلن استقلاله هو كذلك وشرع في العمل بطريقة منهجية وصبر وهدوء.
وقام بإنشاء شركة المعادن في 15 مارس 1968 وهي مختصة في تصنيع الأنابيب المرنة والتعبئة والتغليف ، وكان رأس مالها يبلغ 20 ألف دينار فقط وبقوة شغلية لا تفوق اثنى عشر عامل. وبعد أن أمضى على عقود مع مجموعة Pechiney الفرنسية ، بدأ توفيق الشايبي يترعرع شيئا فشيئا وكان هدفه إعادة الاستثمار لتحسين الإنتاج والإنتاجية. اليوم تمتلك هذه الشركة أصولات عقارية تصل إلى عدة ملايين من الدينارات وعدد العاملين فيها ضاعفه المرحوم توفيق الشايبي بضارب 12 وأصبحت لدى شركة المعادن ستة خطوط إنتاج وتبلغ مبيعاتها أكثر من 5 ملايين دينار سنويا.
هذا المولود الأول سيُطلق عليه لاحقًا مجموعة الشايبي. وبالرجوع إلى التقلبات السياسة والاقتصادية التي شهدتها البلاد في ذاك الوقت ومع وصول الهادي نويرة ، كرئيس للوزراء ، في عام 1970 ، انفتحت الأفق أمام المستثمرين من جميع الأطياف. واتسمت هذه الفترة بالنمو الاقتصادي السريع والتسهيلات المالية الغير مسبوقة ، إذ أصبح للقطاع الخاص أكثر أهمية لدى السلطة واستفادت مجموعة الشايبي من قدوم الهادي نويرة في الحكم وتم إنشاء شركات جديدة.
وأنشأ توفيق الشايبي بعدها 24 شركة وحدها تحت اسم مختصر UTIC أوليس للتجارة والصناعة. هذا المجمع UTIC يشمل اليوم أكبر شركات البلاد نذكر منهم كارفور. فالله يرحمك سي توفيق.