من بين العوامل التي مكّنت الجيوش الأوكرانية من استعادة زمام المبادرة في حربها ضد الروس في الأسابيع الأخيرة ، سلاح الهيمار الأمريكية. وهي قاذفة للصواريخ ذات مدى بعيد وبالدقة الجراحية ، أصبحت اليوم هاجسًا للجيوش الروسية.
ولقد جعل وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو من صواريخ هيمار أهدافًا ذات أولوية رسمية . لكن كيف يمكن لمثل هذا السلاح الحديث والمتطور وضع بين أيادي المدفعية الاوكرانية وهم لا يعرفون منها شيئا بل تلقوا تدريبًا بسيطًا وسريعا لتشغيل هذا الشيء الذي لا بد من اعتماده بسرعة كبيرة ؟
يقول الأستاذ في الكلية الحربية البحرية ، اللفتنانت كولونيل ، أنه جرب بنفسه هيمارس في العراق وسوريا وأفغانستان ، ويلخص الأمر بجملة : الهيمارس هي مدفعية للدمى وإن أي جندي على دراية غامضة بفن إطلاق المقذوفات على أهداف بعيدة يمكنه ، في غضون أيام قليلة أو حتى في ساعات ، أن يتعلم استخدام الواجهة التي تسمح لهيمار بتوجيه الصواريخ و إطلاقها. وبمجرد تحديد الهدف على الأرض ومعرفة موقع الهدف يتم عمل القاذفة الأولى ، وعادة ما تخفق فيتم تصحيح المسار و تطلق القذيفة الثانية ، وما إلى ذلك… ومن الواضح أن Himars ليست بلعبة Gameboy فهو في الواقع سلاح عالي التقنية للغاية ، معقد في المظهر و استغرق الأمر بضعة أيام فقط حتى يتعلم الجنود الأوكرانيون إتقان شاشاته وأزراره المتعددة بخصائص غريبة .
ووفقًا للبنتاغون ، فقد ضرب الجيش الاوكراني مئات الأهداف في الأيام الأولى لاستخدامهم هذه الآلة وكانت النتيجة واضحة أمام العالم وتراجع الجيش الروسي من شمال اوكرانيا. وعلى عكس البندقية التقليدية ، فإن في Himars لا يوجد مسار باليستي محدد مع تصحيح درجة الحرارة المحيطة وقوة للرياح لأن نظام تحديد الهدف يعمل بنظام (GPS) الخاص به ، يتبرمج من خلال لوحة التحكم وكل ما في الأمر عند الكمبيوتر الذي يقوم بباقي العمليات لإطلاق الصاروخ الذي يتوجه بنفسه إلى وجهته المنكوبة. كما في بعض الحالات لا يتعين على مشغل الهيمار إدخال إحداثيات تحديد المواقع (GPS) للشيء المراد هدمه، لكن الاستطلاع العسكري أو الطائرات دون طيار أو الطائرات يقومون بإرسالها إلى الجهاز بطريقة لاسلكية ، و يتعين على فقط التحقق من أن كل شيء يعمل وأنه في الاتجاه الصحيح . ولقد قررت الادارة الأمريكية بعث 18 وحدة اضافية إلى الجيش الاوكراني حتى تقوم بسحق عناصر من الجيش الروسي.